للبحث في الاكاديمية

Search Term:

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

جنـــــــة المعرفــــة يــــوم عرفـــــــــــة

مشاركة جديدة الرسالة التاسعة : جنة المعرفة يوم عرفة
 
  
 
  بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله   وصحبه وسلم ..

 
  أما بعد ... أحبتي في الله ..
 
  أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة ، ولا يجعل فيها لأحد     غيره شيئًا ، يا ربنا بلغنا مما يرضيك آمالنا ، يا رب اختم هذه العشر بخير ، واجعل   خير أعمالنا خواتيمها ..
 
   أحبتي ..
 
  يقدم علينا خير أيام السنة " يوم عرفة " .. يوم العتق الأكبر ،    يوم المغفرة المضاعفة " يكفر سنتين    يوم عيد لأهل الإيمان ، فنسأل الله تعالى أن يعيننا فيه     على ذكره وشكره وحسن عبادته .
 
  وأريد أن نحيي هذا اليوم هذا العام بطريقة مختلفة ، أريد أن نستشعر معاني الإيمان    فيه ، وأن نتعبد الرحمن بقلوبنا قبل جوارحنا ،    وقد وضعت لكم خطة إيمانية للتعرف    على الرحمن يوم عرفة بتجديد النوايا في الأعمال ، وهذا من خلال تدبر السورتين    اللتين ذكرا فيهما يوم عرفة ، وهما سورة البروج وسورة الفجر ، في قوله تعالى : "    وشاهد ومشهود " فالمشهود هو يوم عرفة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ،   وقوله " والشفع والوتر " فالوتر يوم عرفة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
 
  فهذه جنة المعرفة بالله تعالى نجعلها لمن يريد ثواب " يوم عرفة " فأعينوني بقوة ،   واستعينوا بالله ولا تعجزوا .
 
   لو تأملنا السورتين نجد أنهما بدأتا بذكر " النور " : " والسماء ذات البروج " "     والفجر " وكأن في هذا إشارة للإشراق الذي سيحدث لكل من يفهم هذه المعاني   ويطبقها في حياته .
 
  ثم في السورتين جاء ذكر فضل الأيام الجليلة والتنبيه إلى ارتباط تعظيمها بهذا النور ،    " وليال عشر والشفع والوتر " " واليوم الموعود وشاهد - وهو يوم الجمعة -     ومشهود "
 
  ثم ذكر فيهما شأن الصراع بين الحق والباطل " قتل أصحاب الأخدود    " وهناك " ألم تر كيف فعل ربك بعاد    ....إلى أن قال " إن ربك لبلمرصاد " وهنا الدرس الأول :
 
   (1) اليقين الباعث على التضحية والبذل كما صنع أصحاب الأخدود وكما صنع    المؤمنون في صراعهم مع أهل الكفر في كل زمان .
 
  وأنت عليك أن تبرهن على إيمانك بعمل تبذل فيه طاقتك ، تصدق بصدقة كبيرة لم     تصنعها من قبل ، " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ،     الآن أنت متخوف من     عواقب أن تستن بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،   وأنت متخوفة من أن يقول     عنك الناس لو صرت كحال أمهات المؤمنين في لباسهن ، والله لو عندنا يقين    وثبات    لبذلنا كل ما نستطيع حتى يرضى ، هذه أعظم القربات فمن يثلج الصدر بقرارات    شجاعة وأعمال فذة تكون أعظم قربة في يوم عرفة ؟؟؟؟
 
   (2) الذل والانكسار بين يدي العزيز القهار ، استفدنا ذلك من قوله " إلا أن يؤمنوا    بالله العزيز " فأنت في عرفة المعرفة إذا عرفت ربك بصفة العزة ، عرفت نفسك     بصفة " الذل " فحينها تخضع وتنقاد لأمر ربك ، لا تعرف الاعتراضات ولا الحجج    الواهية ، بل تتقبل بمنتهى التواضع كل ما يأتيك عن الله من أوامر أو نواهي ،   فانظر    في شيء أنت تعرف أنك لا تستطيع فعله وجاهد نفسك في أن تلزمها به ، و " اسجد     واقترب " وتذلل وانكسر في كل نافلة ستصليها يوم عرفة ، وأنت تناجي ربك بأن     يسجد معك قلبك ، عسى أن يلين وينكسر .
 
  (3) دوام الشكر ، واللهج بالحمد ، ليكون لك المزيد ، وقد استفدنا هذا من معرفة      ربنا باسمه " الحميد " في قوله " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ، فتذكر نعمه    عليك ، وأنت لا تستحق أن تشهد عرفات ، لكن كريم أكرم جواد ، فالحمد لله حمدًا    كثيرا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، لك    الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله .
 
  (4) المراقبة ، فلا تسمح لقلبك بالغفلة ولا تسمح لنفسك بالسرحان ، ركز ،    واعلم أنَّ ربك    " على كل شيء شهيد    فاعبد الله وأنت تشهد أنك تراه ، أو على الأقل هو يراك ،   فاتق الله في خطراتك ، وكلما راودتك نفسك في يوم عرفة للشرود ،    غيِّر من أحوالك ، إن كنت ذاكرًا فقم للصلاة ،    إن كنت مصليًا فزد في قراءة القرآن ، وهكذا " لا للشرود    "
(5) حسن الظن بالله ، وقد كنا في جنتها بالأمس ، وأظنها لن تمحى من الذاكرة ، 
    وقد استفدناها من قوله تعالى " ثم لم يتوبوا    فرغم أن هؤلاء الجبابرة العتاة فتنوا    أهل الإيمان إلا أن الله تعالى يرجو لهم التوبة ،    فيا رب هذا فعلك بمن فتنوا عبادك ،   فكيف فعلك بمن يرجو لقاءك ؟؟؟    فكونوا على حسن الرجاء ، فإن شاء الله سيغفر لنا   ، وسنعتق يوم العتق الأكبر بفضله وجوده وكرمه وما ذلك على ربي بعزيز    .
(6( الإيمان والعمل الصالح ، ومن أعظم تلك الأعمال أن تصنع شيئًا متعديًا النفع 
    للناس ، استفدنا هذا من قوله تعالى :" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات   يا رب تكون لنا جنات في الدنيا كما كنَّا في " أيام في الجنة " وجنات في الآخرة ،   وهذه الأعمال الصالحات تراها في سورة الفجر " كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا    تحاضون على طعام المسكين " كفالة اليتيم ، المسح على راسه ، إطعام الطعام    للفقراء والمساكين ، فأوصيك بذلك الخير .
 
  (7) الخوف من الجليل الذي يزرع التقوى في القلوب ، استفدناها من قوله     " إن بطش ربك لشديد    " ، وأنت في يوم عرفة كلما عملت شيئا خفت عدم القبول ،    فألححت على ربك أن يتقبلك بقبول حسن ، وأن يتجاوز عن تقصيرك ،     والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة "
 
  (8) كثرة الاستغفار قبل وبعد العمل رجاء أن يطهر الله قلوبنا ويغفر لنا تقصيرنا   إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور " فالله الغفور يغفر لعباده الذنوب الكبار ،    فلا تيأس   ، ولا تقنط ، وإن شاء الله تعالى نبدأ من جديد وقد رجعنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا   أمهاتنا ، ولم لا ؟ وربنا الغفور ذو الرحمة .
 
  (9)  التودد للرحمن " وهو الغفور الودود " فهو الذي يبدأ بالمغفرة ويعيدها على    عباده العاصين كلما استغفروه ، وهذا الذي يبدأ بالود والمحبة " يحبهم ويحبونه     " ويعيده لهم أعظم مما كانوا عليه بعد التوبة لأنه   يحب التوابين ويحب المتطهرين     " فتودد للرحمن بدمعة من خشيته ، بتضرع يلين قلبك القاسي ،    بزيادة القراءة والذكر " فاذكروني اذكركم "
 
  (10)  علو الهمة لأن ربك هو " ذو العرش المجيد " ولأن كتابه عظيم   " بل هو قرآن   مجيد " فمن يريد المجد والشرف والعزة والعلو عند الله تعالى ، فلا يدخر جهدا في   الطاعة وليبذل قصارى جهده لينال السبق في يوم العتق الأكبر .
 
  هذه عشر معانٍ أوصيكم ونفسي بها ، احفظوا في هذا اليوم أسماعكم وأبصاركم    وألسنتكم ، حاولوا أن تعكفوا تماما على الطاعة ، لا تلتفتوا لأي شيء من أمور   الدنيا ، اغلقوا هواتفكم ولا تستعملوها إلا لقربة من القربات ، ركزوا حتى لا نضيع    دقيقة من ساعات يوم عرفة ( من الفجر وحتى المغرب )    إلا وأنتم تتقلبون في طاعة ، وأهمها طاعات القلوب هذه .
 
  اللهم قد بلغت ..... اللهم فاشهد ..........   وبالله الهجوا بالدعاء كثيرا ، ولا تنسوني من خالص دعائكم .
 
  وأوصي بمشاهدة حلقة " الفجر الجديد "
 
  وسماع محاضرة " ولدت يوم عرفة "
 
  وقراءة المقالات ، ومشاهدة المقاطع التي أعدها إخوانكم وأخواتكم لهذا الغرض    عيشوا المعرفة " يوم عرفة "





 المقالة للشيخ هاني حلمي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

< ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد

أعن علي نشر الموقع ولك الاجر

بالمثل فالدال علي الخير كفاعله >